كيفية التعامل مع نوبات الغضب والقلق
نوبات الغضب والقلق تؤثر على الكثير من الناس، خصوصًا الأطفال. سنعرف هنا كيف يمكننا التعامل معها وسنكشف عن “الاضطراب الانفجاري المتقطع” وأسبابه وأعراضه.
وسنناقش طرق التشخيص والعلاج مثل المعالجة بالمحادثة والأدوية، كما سنستعرض كيفية التأقلم مع هذه الحالات.
ما هو الاضطراب الانفجاري المتقطع
الاضطراب الانفجاري المتقطع هو اضطراب في الصحة العقلية، يظهر نوبات متكررة ومفاجئة من السلوك الاندفاعي أو العدواني، هذه النوبات تكون مبالغ فيها بالنسبة للموقف.
نظرة عامة
يمكن أن يبدأ هذا الاضطراب في الطفولة بعد سن ست سنوات، أو في المراهقة. ويُعد أكثر شيوعًا لدى البالغين الأصغر سنًا.
قد ينشأ هذا الاضطراب في أسر تسودها السلوكيات الانفعالية، كجزء من البيئة المحيطة، مما يفاقم من نوبات الغضب والقلق
الأعراض
تشمل أعراض هذا الاضطراب نوبات الغضب والتحدث بغضب طويل، كما يظهر الجدال الحاد والصراخ والعنف الجسدي وتخريب الممتلكات.
هذه النوبات تحدث فجأة وتستمر عادة لأقل من 30 دقيقة.
متى تزور الطبيب؟
إذا لاحظت أعراض هذا الاضطراب، فعليك التحدث إلى طبيبك، أو اختصاصي الصحة العقلية للحصول على المساعدة، لا تحاول التعامل بمفردك.
“الاضطراب الانفجاري المتقطع يتسبب في حدوث نوبات عدوانية اندفاعية ونوبات غضب تستمر عادة لأقل من 30 دقيقة.”
أسباب الاضطراب الانفجاري المتقطع
لا تزال أسباب الاضطراب الانفجاري المتقطع غير واضحة، لكن هناك عوامل قد تساهم في ظهوره، هذا الاضطراب يبدأ عادة في الطفولة أو المراهقة.
ومن المعروف أن البيئة الأسرية السيئة قد تكون سببا، كما أن سوء المعاملة أو الإهمال في الطفولة يمكن أن يؤثر كثيرا، كما أن العوامل الوراثية تلعب دورا مهما.
تظهر إحصائيات أن العوامل الوراثية تؤثر في 25% إلى 65% من الحالات، كما أن اختلافات في كيمياء الدماغ وبنيته ووظائفه قد تكون أيضا من الأسباب؛ هذا الاضطراب قد يرتبط بانخفاض مستويات السيروتونين.
«تشير الإحصائيات إلى أن 70% من الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الانفجاري المتقطع يتحسنون بشكل كبير بعد البدء في العلاج النفسي المناسب.»
في النهاية، هناك عدة أسباب للاضطراب الانفجاري المتقطع، إن فهم هذه الأسباب يساعد في تطوير طرق العلاج المناسبة.
عوامل الخطر للإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع
توجد العديد من العوامل التي قد تسهم في زيادة احتمالية الإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع. ومن أهم هذه العوامل التعرض للانتهاك الجسدي في الطفولة أو التنمر، كما يمكن أن تؤدي الأحداث الصادمة الأخرى إلى زيادة هذا الخطر.
إضافة إلى ذلك، فإن وجود تاريخ مرضي سابق مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أو الحدية يزيد من الخطر. وهذا يشمل أيضًا المشكلات المتعلقة بتعاطي الكحول والمخدرات.
تعرضك سابقا للانتهاك الجسدي
الاعتداء البدني أو الاستغلال في الطفولة أو المراهقة يزيد من خطر الإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع، فالأطفال الذين تعرضوا للتنمر والإيذاء البدني أكثر عرضة لهذا الاضطراب.
وجود سيرة مرضية للإصابة بأمراض الصحة العقلية الأخرى
إذا كان لديك تاريخ مرضي سابق لأمراض مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أو الحدية، فخطر الإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع يزيد. كما أن المشكلات المتعلقة بتعاطي الكحول والمخدرات تُعد أيضا من عوامل الخطر.
إن التعرض للصدمات والأحداث المؤلمة في الماضي يؤثر بشكل كبير على احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية، بما في ذلك الاضطراب الانفجاري المتقطع.
يعتبر فهم عوامل الخطر للإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع مهم لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة لهذا الاضطراب. هذا يساعد في تقديم الدعم والعلاج المناسب لهم، وهذا سيساعد في الوقاية والتحكم في نوبات الغضب والقلق.
نوبات الغضب والقلق
يمكن أن تؤثر نوبات الغضب والقلق سلبًا على الحياة، وقد تؤدي إلى مشاكل في العلاقات والعمل، كما يمكن أن تسبب مشاكل مزاجية مثل الاكتئاب والقلق.
تظهر الإحصائيات أن الاضطراب الانفجاري المتقطع يبدأ في الطفولة أو المراهقة، ويظهر أكثر شيوعًا لدى الشباب، فنوبات الغضب تقل مع تقدم العمر.
تلعب الوراثة دورًا مهما في هذا الاضطراب، حيث ينتقل جين من الآباء للأبناء، مما يزيد من ميلهم للتعامل مع القلق بسهولة. كما أن التعرض للتنمر أو حوادث صادمة يزيد من خطر الإصابة.
إن المصابون بهذا الاضطراب يواجهون مشاكل في العلاقات، وقد يجدون صعوبة في العمل أو المدرسة، كما أن مضاعفات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب قد تظهر، علاوة على مضاعفات نفسية مثل الاكتئاب والقلق والسلوك السيء.
تشخيص الاضطراب الانفجاري المتقطع
لتحديد إذا كان الشخص يعاني من الاضطراب الانفجاري المتقطع، يبدأ الطبيب بإجراء عدة تقييمات. أولاً، يجري فحصًا بدنيًا لاستبعاد أي مشكلات جسدية أو تعاطي للمخدرات كأسباب محتملة للأعراض.
بعد ذلك، يقوم المعالج بـتقييم الصحة العقلية من خلال التحدث مع المريض عن الأعراض التي يعاني منها. يشمل ذلك الأفكار والمشاعر والسلوكيات. هذا يساعد في تحديد ما إذا كان الاضطراب الانفجاري المتقطع هو السبب وراء نوبات الغضب والقلق.
“أكثر من 15% مِنّ يُعانُون الاضطراب الانفجاري المتقطع، قد يُقدِمون على الانتحار في مرحلةٍ ما من حياتهم.”
يساعد التشخيص الشامل على وضع خطة علاج مناسبة، وهذا يساعد الشخص على التعامل مع نوبات الغضب والقلق بطريقة صحية وفعالة.
علاج الاضطراب الانفجاري المتقطع
لا يوجد علاج واحد يلبي احتياجات كل شخص مصاب بالاضطراب الانفجاري المتقطع، المعالجة بالمحادثة والأدوية هما جزء من الخيارات المتاحة. الهدف هو مساعدة الناس على التعامل مع الغضب والقلق بشكل أفضل.
المعالجة بالمحادثة
المعالجة بالمحادثة تساعد في بناء مهارات للتعامل مع الاضطراب. تشمل هذه المهارات:
- تحديد المحفزات والمواقف التي تؤدي إلى نوبات الغضب
- ممارسة تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق
- تطوير طرق جديدة للتفكير وحل المشكلات
- تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي
الأدوية
بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب قد تساعد. هذه الأدوية تساعد في منع النوبات الانفجارية، إن وصف هذه الأدوية يعتمد على تقييم حالة الفرد.
“يتطلب التعامل الفعّال مع الاضطراب الانفجاري المتقطع اعتماد نهج شامل يجمع بين تطوير المهارات السلوكية واستخدام العلاج الدوائي عند الحاجة.”
الهدف من علاج الاضطراب هو مساعدة الناس على التعامل مع الغضب والقلق بشكل صحى، فهذا يحسن جودة حياتهم ويقلل المضاعفات.
التأقلم والدعم للتعامل مع نوبات الغضب والقلق
التأقلم مع الغضب والقلق ضروري للحياة السعيدة، يمكننا استخدام استراتيجيات لسيطرة هذه المشاعر، هذا يساعدنا على التعامل معها بشكل فعال.
السيطرة على الغضب
إن تغيير السلوكيات المسببة للمشاكل مهم جدًا، حيث يمكننا وضع خطة للتعامل مع الغضب، مثل التنفس العميق. تجنب المشروبات الكحولية والمخدرات يساعد أيضًا.
إذا رفض الشخص العزيز عليك الحصول على المساعدة
إذا رفض الشخص المقرب المساعدة، من المهم حماية نفسك وأسرتك. قد تحتاج إلى دعم الأسرة الآخرين أو السلطات. هذا يضمن سلامتك.
التأقلم مع الغضب والقلق يتطلب صبرًا وجهدًا. ولكن بالاستراتيجيات الصحيحة، يمكننا التغلب على هذه التحديات. نستطيع العيش بحياة أكثر هدوءًا وسعادة.
الخلاصة
في هذا المقال، استعرضنا اضطراب الانفجاري المتقطع وأعراضه. ناقشنا أهمية نوبات الغضب والقلق المفاجئة. كما بحثنا في أسباب هذا الاضطراب، مثل العوامل الوراثية والبيئية.
تحدثنا عن طرق التشخيص، مثل الفحص البدني وتقييم الصحة العقلية. ناقشنا أيضًا العلاجات المختلفة، مثل المعالجة النفسية والأدوية. هذه الطرق تساعد في تحسين أعراض الاضطراب.
أخيرًا، قدمنا نصائح حول كيفية التأقلم مع نوبات الغضب والقلق. التزام هذه النصائح والاستمرار في العلاج يساعد في السيطرة على الاضطراب. هذا يؤدي إلى حياة أكثر استقرارًا ورفاهية.