المهارات الحياتية للأطفال : أهمية تنميتها وكيفية تعليمها
قائمة المحتويات :
المهارات الحياتية للأطفال : أهمية تنميتها وكيفية تعليمهافي عالمنا الحديث، حيث التغيرات السريعة والتحديات المتزايدة، تعد المهارات الحياتية ركيزة أساسية لتنمية شخصية الفرد وإعداده لمواجهة التحديات المستقبلية. لم تعد التربية تقتصر على تلقين المعرفة الأكاديمية فحسب، بل تشمل أيضا إعداد الأطفال بمهارات تضمن نجاحهم في الحياة اليومية، إذ إن المهارات الحياتية تلعب دورا محوريا في تمكين الطفل من التكيف والنجاح في مختلف جوانب الحياة. في هذا المقال، سنتطرق إلى مفهوم المهارات الحياتية، أنواعها، وأهميتها في تطوير شخصية الطفل، بالإضافة إلى طرق تعليمها للأطفال.
ما هي المهارات الحياتية؟
تعد المهارات الحياتية من أهم العناصر التي يجب تعليمها للطفل منذ نعومة أظفاره، فهي تشكل الأساس الذي يبني عليه القدرة على التعامل مع المواقف المختلفة في الحياة اليومية، والتفاعل مع الآخرين بشكل فعال وإيجابي.
لهذا قد تختلف تعريفات المهارات الحياتية تبعا للسياقات الثقافية أو الاجتماعية، إلا أنها تتفق في كونها مجموعة من القدرات الشخصية والاجتماعية التي تساعد الأفراد على التكيف مع التحديات والمواقف اليومية، واتخاذ قرارات مناسبة تمكنهم من الحياة بشكل أكثر استقلالية ومسؤولية.
فالمهارات الحياتية هي مجموعة من المهارات والمعارف التي يحتاجها الفرد للتفاعل بإيجابية مع المجتمع والمواقف اليومية، وهي أيضا القدرات التي تعزز الاستقلالية، الوعي الذاتي، المسؤولية الاجتماعية، والتفكير النقدي، كما تشمل مهارات التعامل مع الآخرين والتواصل، وإدارة المشاعر وحل المشكلات. وهي أيضا مجموعة من القدرات الأساسية التي تساعد الفرد على التفاعل بفعالية مع بيئته والتكيف مع متغيرات الحياة. إنها تشمل المهارات التي تمكن الأفراد من اتخاذ قرارات مناسبة، التعامل مع المواقف الصعبة وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين؛ بناء على هذا يمكن تقسيم هذه المهارات إلى فئتين أساسيتين:
- مهارات شخصية: تتعلق بالفرد نفسه وقدرته على تنظيم حياته وتحسين أدائه اليومي، و من أمثلة هذه المهارات: إدارة الوقت، التنظيم الذاتي، تحديد الأهداف، التحكم في العواطف، والتفكير النقدي.
- مهارات اجتماعية : تتعلق بتفاعل الفرد مع الآخرين والمجتمع، و تشمل مهارات التواصل، العمل ضمن فريق، التعاطف، وحل النزاعات.
و على العموم فالمهارات الحياتية تشمل ما يلي :
- مهارات التفكير النقدي : هذه المهارات تمكن الأطفال من تحليل المعلومات واتخاذ قرارات مستنيرة، فالطفل الذي يتعلم التفكير النقدي يملك القدرة على فحص الأفكار والحقائق، مما يعزز من تطوير وعيه الذاتي وتحسين تفكيره المنطقي.
- مهارات التواصل : هي القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح، والاستماع بنشاط للآخرين، وفهم مشاعرهم واحتياجاتهم، حيث يعتبر التواصل الفعال جزءا رئيسيا لبناء علاقات اجتماعية ناجحة.
- مهارات حل المشكلات : تمكن الطفل من مواجهة التحديات والصعوبات والبحث عن حلول مبتكرة للمشاكل التي قد تواجههم. إنها تنمي لدى الأطفال قدرة التفكير الإبداعي وتجنب الوقوع في الفشل المتكرر.
- مهارات التنظيم وإدارة الوقت : تساعد هذه المهارات الأطفال على إدارة أنشطتهم اليومية بكفاءة، وتوزيع وقتهم بين المدرسة، الأنشطة الترفيهية، والراحة.
- مهارات التعاون : هذه المهارات تشجع الطفل على العمل مع الآخرين لتحقيق أهداف مشتركة، وتنمية قدراتهم على التواصل الفعال ضمن فريق.
ما أهمية المهارات الحياتية للطفل؟
المهارات الحياتية ليست مجرد أدوات تعلم للطفل، بل هي عناصر أساسية لنموهم وتطورهم في جميع جوانب الحياة. ففي عصرنا الحالي، أصبحت هذه المهارات ضرورية لضمان استعداد الأطفال للتعامل مع التعقيدات والتحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية ومستقبلهم، إذ إنها أي المهارات الحياتية توفر للأطفال القدرات اللازمة للتفكير النقدي، التواصل بفعالية، حل المشكلات، وإدارة عواطفهم، مما يجعلهم قادرين على التكيف مع المتغيرات التي تطرأ على حياتهم.
تعتبر المهارات الحياتية ضرورية للأطفال لأنها تسهم في تنمية جوانب عديدة من حياتهم الشخصية والأكاديمية والاجتماعية. فما أبرز الفوائد التي يمكن تحقيقها من خلال تعليم المهارات الحياتية للأطفال؟
- تعزيز الثقة بالنفس : عندما يتعلم الأطفال مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، يشعرون بالقدرة على مواجهة الصعوبات واتخاذ القرارات، لذا فهذه المهارات تمنحهم الثقة اللازمة للتعامل مع مختلف المواقف.
- تعزيز النمو الشخصي و الاجتماعي للطفل : تسهم المهارات الحياتية بشكل كبير في النمو الشخصي والاجتماعي للطفل، إنها تمنحه القدرة على فهم نفسه والآخرين بشكل أفضل، مما يعزز تفاعله الإيجابي مع محيطه؛ هذا الأمر يشمل تعلم الأطفال كيفية التعبير عن مشاعرهم بطرق صحية، وكيفية التواصل مع الآخرين بوضوح واحترام، فالأطفال الذين يمتلكون مهارات حياتية قوية يصبحون أكثر قدرة على بناء علاقات اجتماعية قوية.
- النمو الشخصي : تساعد المهارات الحياتية الأطفال على التحكم بحياتهم بشكل أكثر استقلالية وفعالية و تعزز ثقتهم بأنفسهم، إذ يشعر الطفل بالقدرة على اتخاذ قرارات بناء على تحليل منطقي، وهو ما يحفز تطوره الشخصي والنفسي.
- النمو الاجتماعي : يصبح الأطفال أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين بشكل إيجابي و مثمر، و ذلك عبر تطوير مهارات التواصل وحل النزاعات، كما تمكنهم مهارات التعاون من تعزيز روح الفريق والعمل الجماعي، مما يمكن الأطفال من تحقيق الأهداف المشتركة وبناء علاقات اجتماعية قوية.
- تعزيز الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرار: فمن خلال المهارات الحياتية، يتعلم الأطفال كيفية اتخاذ القرارات بأنفسهم بناء على التفكير المنطقي والتحليل النقدي، و هو ما يعزز استقلاليتهم ويجعلهم قادرين على مواجهة مواقف الحياة اليومية بثقة أكبر.
- تحسين اتخاذ القرار : تساعد المهارات الحياتية، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات، الأطفال على تحليل المواقف بشكل أعمق واتخاذ قرارات صائبة بدلا من القرارات العشوائية، حيث تمكنهم هذه المهارات من القدرة على التفكير في العواقب المحتملة لكل قرار، مما يتيح لهم اتخاذ خيارات مناسبة ومستدامة.
- الاستقلالية : إن الأطفال الذين يتعلمون المهارات الحياتية يصبحون أكثر استقلالية و يقل اعتمادهم على الآخرين في الأمور اليومية، حيث تمكنهم هذه المهارات من تنظيم حياتهم الشخصية بشكل أفضل، سواء من خلال إدارة وقتهم أو التعامل مع ضغوط المدرسة و ضغوط الحياة.
- تحسين الأداء الدراسي : على الرغم من أن المهارات الحياتية ليست مرتبطة بشكل مباشر بالمواد الأكاديمية، إلا أن تطويرها يسهم بشكل كبير في تحسين أداء الأطفال الدراسي، فعندما يتعلم الأطفال كيفية التفكير النقدي وحل المشكلات، فإنهم يصبحون أكثر قدرة على فهم المواد الدراسية و تطبيقها بطرق مبتكرة.
- التفكير النقدي : يعزز من قدرة الأطفال على التعامل مع المناهج الدراسية بشكل أكثر عمقا وتحليلا، فهذه المهارة تجعلهم قادرين على طرح الأسئلة، استكشاف الإجابات، وإيجاد طرق جديدة لحل المشكلات الدراسية.
- إدارة الوقت و حسن التخطيط : إن الأطفال الذين يتعلمون كيفية تنظيم وقتهم وإدارة مهامهم اليومية يكونون أكثر كفاءة في التعامل مع المهام الدراسية، ذلك أن القدرة على تنظيم الجدول الزمني يساعد الأطفال في تخصيص وقت كاف لكل نشاط، بما في ذلك الدراسة والراحة.
- تطوير المهارات الاجتماعية و العاطفية : التعامل مع الآخرين بفعالية والتعبير عن المشاعر بطرق صحية هي من المهارات الحياتية الأساسية التي تساعد الأطفال على بناء علاقات اجتماعية صحية ومستدامة. فالأطفال الذين يمتلكون مهارات حياتية قوية يكونون أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين وحل النزاعات بطريقة بناءة.
- التواصل الفعال : تساعد مهارات التواصل الأطفال على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بوضوح، وهو ما يساهم في تجنب سوء الفهم، حيث يكونون أكثر قدرة على بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل.
- إدارة العواطف : تعلم المهارات الحياتية يساعد الأطفال على فهم مشاعرهم والتعامل معها بطرق صحية، مما يقلل من المشكلات النفسية أو الاجتماعية المحتملة، فعندما يتمكن الأطفال من إدارة عواطفهم بطريقة سليمة، يصبحون أكثر قدرة على التفاعل الإيجابي مع زملائهم في المدرسة وأقرانهم في المجتمع.
- القدرة على التكيف مع التغيرات: الحياة مليئة بالتغيرات غير المتوقعة، سواء كانت في المدرسة أو الأسرة أو المجتمع، لهذا فالمهارات الحياتية تجعل الأطفال أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع هذه التحولات بشكل إيجابي، فهم يكونون أكثر استعدادا لمواجهة التحديات والتعامل مع المواقف الجديدة بثقة وبدون ضغوط نفسية.
- المرونة و التكيف : إن الأطفال الذين يمتلكون مهارات حياتية قوية يكونون أكثر قدرة على التأقلم مع التغيرات البيئية والاجتماعية التي تحدث من حولهم، و يكونون أكثر قدرة على تجاوز الفشل والتعامل مع المواقف الصعبة.
- تعزيز القدرة على حل المشكلات : من خلال تعليم الأطفال كيفية حل المشكلات، يتم تمكينهم من مواجهة الصعوبات والتحديات التي قد تواجههم في حياتهم اليومية، فهذه المهارة تساعدهم على التفكير خارج الصندوق والبحث عن حلول إبداعية للمشكلات التي قد تبدو معقدة في البداية.
- تحليل المواقف و حل المشكلات : إن الأطفال الذين يتعلمون كيفية تحليل المشكلات وتحديد أسبابها يكونون أكثر قدرة على إيجاد الحلول المناسبة و هو ما يعزز قدرتهم على التغلب على التحديات.
- تعزيز الثقة بالنفس و تحقيق النجاح المستقبلي : تلعب المهارات الحياتية دورا كبيرا في بناء الثقة بالنفس لدى الأطفال، فعندما يتعلم الأطفال كيفية إدارة حياتهم واتخاذ قراراتهم الخاصة، يشعرون بأنهم قادرون على تحقيق النجاح في المستقبل. هذا الشعور بالثقة يترجم إلى نجاح في المدرسة، وفي المستقبل في حياتهم المهنية و الشخصية.
- الثقة بالنفس : من خلال تعلم المهارات الحياتية، يكتسب الأطفال الثقة اللازمة لمواجهة المواقف المختلفة بنجاح، فعندما يشعر الطفل بأنه يستطيع اتخاذ قرارات جيدة وحل المشكلات، يصبح أكثر استعدادا لتحمل المسؤولية والمشاركة في المجتمع.
- إعداد الأطفال لمستقبل ناجح: في عالم مليء بالتغيرات السريعة والتحديات الجديدة، تعد المهارات الحياتية من الأمور الحاسمة التي تساعد الأطفال على التأقلم مع متطلبات الحياة المهنية والاجتماعية في المستقبل، إن تعليم الأطفال كيفية التفكير النقدي، التواصل، إدارة العواطف، وحل المشكلات يمنحهم الأسس القوية التي تمكنهم من النجاح في مسيرتهم المهنية والاجتماعية.
كيف يمكن تعليم المهارات الحياتية للأطفال؟
إليك 12 استراتيجية يمكن اعتمادها لتعليم الأطفال المهارات الحياتية :
- التعلم من خلال اللعب :
يعد اللعب أداة فعالة لتعليم المهارات الحياتية، فهو ليس مجرد وسيلة للترفيه بل يعتبر بيئة تعليمية مثالية، فمن خلال اللعب، يتعلم الأطفال كيفية التفاعل مع الآخرين، حل المشكلات، واتخاذ قرارات مناسبة، الألعاب الجماعية، على سبيل المثال، تشجع الأطفال على التعاون والتواصل، إذ يمكن تنظيم ألعاب تتطلب من الأطفال حل تحديات معا، مما يعزز من روح الفريق والعمل المشترك.
- تعليم مهارات حل المشكلات :
يمكن تقديم سيناريوهات يومية للأطفال تتطلب حلولا إبداعية، فعلى سبيل المثال، يمكن سؤالهم عن كيفية التعامل مع موقف صعب مثل حل نزاع مع زميل أو تنظيم وقتهم بين الأنشطة المختلفة؛ هذا النوع من التدريب يعزز من قدرتهم على التفكير بشكل نقدي وحل المشكلات بفعالية. كما يمكن أيضا استخدام قصص مصورة أو أفلام تعليمية تحتوي على مواقف تحتاج إلى حلول، ليقوم الأطفال بمناقشتها واستخلاص الأفكار من خلالها.
- تنظيم الأنشطة اليومية :
لتعليم الأطفال مهارات إدارة الوقت والتنظيم، يمكن مساعدتهم في إعداد جداول يومية تنظم وقتهم بين الدراسة و اللعب والراحة، كما يمكن تعليمهم كيفية ترتيب الأولويات وتخصيص وقت لكل نشاط. و هو ما يساعد الأطفال على تطوير مهارات تنظيم الوقت ويعزز إحساسهم بالمسؤولية.
- تعزيز مهارات التواصل :
تتطلب مهارات التواصل تدريبا يوميا، ويمكن تعزيزها من خلال أنشطة تتطلب التعبير عن الأفكار والمشاعر، و يمكن تنظيم جلسات قراءة القصص ومناقشتها، أو توجيه الأطفال إلى تمثيل مشاهد حياتية، مما يتيح لهم فرصة لتبادل الآراء والتفاعل مع الأقران، كما يمكن تشجيع الأطفال على كتابة يومياتهم أو التحدث عما يشعرون به لتعزيز قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بوضوح.
إليك بعض الطرق الإضافية حول كيفية تعليم المهارات الحياتية للأطفال، والتي تعزز مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية، وتساهم في تطورهم الشخصي :
- القدوة الحسنة :
يعد الأطفال مقلدين ممتازين لما يرونه حولهم، يمكن للآباء والمعلمين أن يكونوا قدوة حسنة للأطفال من خلال إظهار المهارات الحياتية التي يرغبون في تعليمها لهم. فعندما يرى الأطفال الكبار في حياتهم يمارسون التفكير النقدي، التواصل الفعال، أو حل المشكلات بشكل مثالي، سيتعلمون تلك المهارات بشكل تلقائي.
- كيفية التنفيذ :
– تحدث بوضوح عند التعامل مع مشكلات الحياة اليومية أمام الأطفال، واشرح لهم كيف تفكر وتتخذ قراراتك.
– مارس مهارات التنظيم وإدارة الوقت بشكل مرئي أمامهم، مثل التخطيط الأسبوعي أو تنظيم المهام.
- تشجيع المسؤولية الذاتية :
يجب منح الأطفال مسؤوليات صغيرة تناسب أعمارهم، مثل الاعتناء بألعابهم أو ترتيب غرفهم، هذه المهام تعزز شعورهم بالمسؤولية وتنمي قدرتهم على إدارة الأنشطة اليومية وحل المشكلات بشكل مستقل.
- كيفية التنفيذ :
– قدم مهام يومية أو أسبوعية للأطفال، مثل إعداد حقيبة المدرسة أو ترتيب ملابسهم.
– امنحهم الفرصة لاتخاذ قرارات بسيطة تتعلق بأنشطتهم اليومية، مثل اختيار ما سيرتدونه أو التخطيط لأوقات اللعب والدراسة.
- التعلم من خلال القصص :
القصص وسيلة فعالة لتعليم الأطفال مهارات حياتية معقدة بطريقة غير مباشرة، يمكن أن تكون القصص التي تحتوي على مواقف تتطلب التفكير النقدي أو حل المشكلات مثالية لتعليم الأطفال كيفية التعامل مع التحديات، فالأطفال يتعلمون من الشخصيات في القصص كيفية التعامل مع مواقفهم الخاصة.
- كيفية التنفيذ**:
– استخدم القصص المصورة أو الأفلام التي تقدم مواقف حياتية يومية، وناقش الأحداث مع الأطفال وكيفية تعامل الشخصيات معها.
– بعد قراءة القصة، اسأل الأطفال عن كيف يمكن أن يتصرفوا في نفس الموقف، ما يعزز مهاراتهم في التفكير النقدي واتخاذ القرارات.
- التعليم القائم على المشاريع :
إشراك الأطفال في مشاريع صغيرة يمكن أن يعزز مجموعة واسعة من المهارات الحياتية، بما في ذلك التعاون، التخطيط، التفكير، وتنظيم الوقت، كما يمكن أن تكون المشاريع مرتبطة بالمدرسة أو الحياة اليومية، مثل إنشاء حديقة صغيرة أو إعداد عرض تقديمي حول موضوع معين.
- كيفية التنفيذ :
– قدم مشاريع صغيرة مثل زراعة نباتات أو تصميم نموذج بسيط للعبة، هذه المشاريع تتطلب من الأطفال العمل على مراحل وتنظيم مهامهم.
– اسمح للأطفال بالعمل في مجموعات صغيرة على المشاريع، مما يعزز التعاون و العمل الجماعي.
- التعلم من خلال التجارب الواقعية :
تعريض الأطفال لتجارب حياتية واقعية هو طريقة ممتازة لتعليمهم المهارات الحياتية، يمكن أن تتضمن هذه التجارب زيارات ميدانية إلى أماكن مثل المتاجر أو المؤسسات المجتمعية، حيث يمكن للأطفال تعلم مهارات مثل إدارة المال، التعاون الاجتماعي، وحل المشكلات في مواقف حقيقية.
- كيفية التنفيذ :
– اصطحب الأطفال في رحلات تسوق وامنحهم الفرصة لاختيار المنتجات بناء على الميزانية، مما يعزز مهارات التفكير النقدي وإدارة المال.
– دع الأطفال يشاركون في أنشطة مجتمعية تطوعية تعزز مهارات التواصل والتعاون.
- التعليم القائم على التكنولوجيا :
يمكن استخدام التكنولوجيا في تعليم المهارات الحياتية للأطفال، فهناك تطبيقات وألعاب تعليمية تم تصميمها خصيصًا لتعليم الأطفال مهارات التفكير النقدي، إدارة الوقت، التواصل، وتنظيم الأنشطة. هذه الأدوات التفاعلية تجعل عملية التعلم ممتعة ومفيدة في الوقت نفسه.
- كيفية التنفيذ :
– استخدم تطبيقات تعليمية تركز على التفكير النقدي وحل المشكلات، مثل الألعاب التي تتطلب من الأطفال حل ألغاز أو تحديات معقدة.
– خصص وقتًا يوميًا لاستخدام التكنولوجيا في أنشطة تعليمية، وناقش مع الأطفال ما تعلموه من هذه التجارب.
- التعلم القائم على الحوار :
تشجيع الأطفال على الانخراط في حوارات بناءة يمكن أن يعزز قدرتهم على التواصل الفعال، التفكير المبدع، واتخاذ القرارات، و ذلك من خلال نقاشات جماعية أو فردية، يتعلم الأطفال كيفية التعبير عن آرائهم ومشاركة أفكارهم بشكل صحيح.
- كيفية التنفيذ :
– قم بتنظيم جلسات حوارية مع الأطفال حول مواضيع حياتية أو قصص معينة، وشجعهم على التعبير عن آرائهم بوضوح.
– طرح أسئلة مفتوحة مثل “ما رأيك في هذا الحل؟” أو “كيف يمكن أن نحل هذه المشكلة؟” لتحفيز التفكير النقدي لديهم.
- التدريب على مهارات التفاوض :
تعليم الأطفال كيفية التفاوض وحل النزاعات بطرق سلمية من المهارات الحياتية المهمة التي ستخدمهم طوال حياتهم، من خلال إعطائهم الفرصة للتفاوض وحل الخلافات الصغيرة بينهم وبين أقرانهم أو مع أفراد الأسرة، يمكن للأطفال تعلم كيفية التعامل مع النزاعات بطرق إيجابية.
- كيفية التنفيذ :
– عند حدوث نزاع بين الأطفال، شجعهم على التفاوض والوصول إلى حل يرضي الجميع، بدلا من التدخل المباشر لحل النزاع.
– قدم سيناريوهات وهمية تطلب من الأطفال التفاوض حول موقف معين، مثل كيفية تقسيم مهمة معينة أو تنظيم لعبة جماعية.
ماهي التحديات التي تواجه تعليم المهارات الحياتية للأطفال ؟
على الرغم من الأهمية الكبيرة لتعليم المهارات الحياتية للأطفال، إلا أن هناك عدة تحديات قد تواجه هذه العملية، من أبرزها :
- قلة الوعي : بعض الآباء والمعلمين قد يفتقرون إلى الوعي بأهمية المهارات الحياتية، مما يجعلهم لا يعطونها الأولوية في عملية التربية والتعليم.
- نقص الموارد : تعاني بعض المدارس من نقص في الموارد اللازمة لتقديم برامج تعليم المهارات الحياتية بشكل فعال، سواء كان ذلك نقصا في المواد التعليمية أو نقصا في الكوادر المدربة.
- الضغوط الأكاديمية : بسبب التركيز المكثف على الأداء الأكاديمي والتحصيل الدراسي، قد يتم تجاهل جوانب مهمة من تعليم المهارات الحياتية. يعتقد البعض أن النجاح الأكاديمي هو المؤشر الوحيد لنجاح الطفل، بينما يتجاهلون أهمية تنمية جوانب أخرى من شخصيته.
ماهي استراتيجيات التغلب على هذه التحديات ؟
لتجاوز التحديات المرتبطة بتعليم المهارات الحياتية للأطفال، يمكن اتخاذ مجموعة من التدابير:
- زيادة الوعي : يمكن تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للآباء والمعلمين حول أهمية المهارات الحياتية وكيفية دمجها في العملية التعليمية، كما يجب توجيه الأسر إلى أهمية هذه المهارات في حياة الطفل المستقبلية.
- توفير الموارد : يمكن للمدارس التعاون مع المؤسسات المحلية والمنظمات غير الحكومية لتوفير الموارد اللازمة لتعليم المهارات الحياتية. قد تشمل هذه الموارد كتبا تعليمية، أفلاما تثقيفية، أو تنظيم أنشطة ميدانية تعزز من اكتساب هذه المهارات.
- التوازن بين التحصيل الدراسي والمهارات الحياتية : يجب أن تعمل المدارس على تحقيق توازن بين التحصيل الدراسي وتعلم المهارات الحياتية، حيث يمكن دمج المهارات الحياتية ضمن المناهج الدراسية بشكل متكامل، بحيث يتم تعليم الأطفال المهارات الحياتية بالتوازي مع المواد الأكاديمية.
تعتبر المهارات الحياتية جزءا لا يتجزأ من عملية تنمية الأطفال، فهي لا تساعدهم فقط على النجاح في المدرسة ولكن تمهد لهم الطريق للنجاح في حياتهم الاجتماعية والمهنية أيضا، إن تعليم المهارات الحياتية للأطفال يعد استثمارا حيويا في مستقبلهم، حيث تمنحهم هذه المهارات الأدوات اللازمة للتكيف مع مختلف جوانب الحياة والتعامل بفعالية مع التحديات. من خلال تعليم الأطفال مهارات التفكير النقدي، حل المشكلات، التواصل، والتنظيم، يمكن إعدادهم ليصبحوا أفرادا ناجحين وقادرين على التأقلم مع أي تغيرات تواجههم في المستقبل.